الملفونو إبراهيم لحدو

حلب ـ سوريا
eblahdo@gmail.com
الملفونو إبراهيم حنّا لحدو، هو محام، من خرّيجي جامعة حلب عام 1995، ومنتسب إلى الحركة الكشفيّة منذ العام 1974. يتمتّع بخبرة طويلة في الحركة الكشفيّة، حيث انضمّ إليها في عام 1974، وحصل على إجازة قائد تدريب من المنظّمة الكشفيّة العربيّة. نال وسام التميّز الكشفيّ في المؤتمر الكشفيّ العربيّ الـ 28 في سلطنة عمّان في عام 2016. شارك في عدّة دراسات ومؤتمرات كشفيّة عربيّة ودوليّة، وتولّى مناصب قياديّة في الحركة الكشفيّة على المستوى الوطنيّ والعربيّ، بما في ذلك رئاسة وفود سوريّة في مخيّمات كشفيّة عربيّة وتمثيل سوريّة في لجان تدريب وبرامج في المنظّمة الكشفيّة العربيّة. هو عميد كشّاف الفوج السادس بحلب منذ العام 2000.

 


عدد صفحات المشاركة 20 صفحة (A4) .

الحركة الكشفيّة

مقدمة

الحركة الكشفيّة، حركة تربويّة تطوّعيّة غير سياسيّة هدفها المساهمة في تنمية الفتية والشباب لتحقيق أقصى قدراتهم البدنيّة والعقليّة والاجتماعيّة والروحيّة. أسّسها اللورد روبرت بادن باول عام 1907، حيث اقتبس فكرة الكشّاف من تجاربه العمليّة، ومن حياته العسكريّة واشتراكه في الحروب الّتي دارت بين الغابات والأدغال في جنوب إفريقيا ضدّ عصابات البوير، وبعد ذلك توسّعت الحركة الكشفيّة، وانتشرت في إنكلترا وبريطانيا والبلاد المجاورة لها.
انتشرت الحركة الكشفيّة عام 1912 في ربوع لبنان وسوريّة، اللتين كانتا تشكّلان إقليماً واحداً عن طريق الأخوين عبد الستّار وعبد الجبّار خيري اللذين كانا يدرسان في بريطانيا وقاما بتشكيل أول فرقة كشفيّة في بيروت عام 1912، وإثر ذلك أسّس السيّد ياسين الحموي أول فرقة كشفيّة في دمشق في مدرسة عنبر (التجهيز).
عمّت الحركة الكشفيّة جميع أرجاء سوريّة في ظلّ العهد الوطنيّ منذ عام 1936، وبخاصّة بعد اندماج كشّاف المعارف مع الكشّاف الأهليّ واعتبارهما منظّمة واحدة مرخّصة من الدولة باسم كشّاف سوريّة، واعتبرت الحركة الكشفيّة في سوريّة منظّمة أهليّة تربويّة ذات نفع عامّ تحميها الحكومة السوريّة
وبذلك اتّخذت الكشفيّة في سوريّة الشكل الرسميّ، حيث أصبح لها لجنة تنفيذيّة عليا مقرّها دمشق ومفوّضيّات في المحافظات؛ ومن ثمّ أصبحت عضواً في المنظّمة الكشفيّة العربيّة والعالميّة.

 

الحركة الكشفيّة فـي حيّ السريان حلب

بدأت الحركة الكشفيّة في حيّ السريان في نهايات الثلاثينات من القرن العشرين على واقع الحاجة والضرورة، والتطلّع إلى بناء جيل يتحلّى بالأخلاق الحسنة، وتهدف إلى رعاية الناشئة وزرع القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة فيهم. إضافة إلى تنمية قدراتهم وروح المسؤوليّة فيهم ليكونوا فاعلين وروّاد في مجتمعهم.
احتلّت الحركة الكشفيّة منذ أوّل أمرها المكان الأوّل في حيّ السريان، وكانت من أوائل المؤسّسات الّتي تشكّلت في ظلّ كنيسة مار جرجس، حيث كانت وما زالت تعمل ببركتها، وتتشكّل من عدّة مجموعات فرقة الأشبال (الجراميز) وفرقة الكشّافة وفرقة الأنصار (الجوّالة فيما بعد)، وفرقة المرشدات والفرقة الموسيقيّة، وتقيم الأنشطة والفعاليات والمخيّمات التدريبيّة الكشفيّة والدورات التعليميّة المتعدّدة، وتنظّم وتنفّذ الرحلات في أرجاء سوريّة وخارجها لزيارة الأماكن التاريخيّة والمعالم الدينيّة والتعرّف عليها والجولات العلميّة والأثرية، وكذلك تشترك في الاستعراضات والمهرجانات والاحتفالات الوطنيّة والأعياد الكنسيّة مصحوبة بفرقتها الموسيقيّة المدرّبة تدريباً فنّيّاً أكاديمياً.

 

الانطلاقة

ومضت فكرة الحركة الكشفيّة في حيّ السريان كما أسلفنا في نهايات الثلاثينات من القرن العشرين، وبعد عدّة محاولات خرجت هذه الفكرة مكتملة إلى الوجود بتاريخ 20 أيلول لعام 1943 حيث التقى عدد من الشبّان في غرفة تابعة لمدرسة بني تغلّب الثانية في باحة كنيسة مار جرجس بهدف إطلاق هذه الفكرة والتداول في كافّة الأمور المتعلّقة بذلك، وكان من بين الحاضرين في ذلك اللقاء السادة شكري جميل شربتجي وعبد الكريم اسيوس شاهان وأنطوان حنّا خوري وفهمي بطرس طوبال وجورج إبراهيم أسطو وجان جبرا ياندم وجورج فتح اللّه حلبي وإبراهيم جرجي صللامة وابروهوم نورو.

تداول الحاضرون على تأسيس تجمّع كشفيّ يلمّ شمل الفتية والشباب تحت سقف الكنيسة المباركة، واتّفقوا على أنّ حبّ الوطن هو الهدف الأسمى لهم، لذلك أطلقوا على تجمّعهم اسم رحمت موتو (حبّ الوطن) واستعرضوا كافّة الصعوبات والتحدّيات الّتي ستوجّههم، وأوليات ذلك البحث عن قائد ورئيس لهذا المركب. وبذلك كان هذا اللقاء بمضمونه وتاريخ إقامته بمثابة الاجتماع التأسيسيّ لكشّاف السريان في حيّ السريان.

 

الهيئة الإداريّة الأولى

بعد أشهر قليلة من اللقاء التأسيسيّ عقد اللقاء الثاني للتجمّع الكشفيّ (رحمت موتو)، وتمخّض عنه تشكيل الهيئة الإداريّة الأولى للفوج الكشفيّ برئاسة السيّد حزقيال طوروس السرياني الخربوطلي عميداً للفوج، وعضويّة كلّ من القادة شكري جمال شربتجي وعبد النور توكّمه جي ونعيم أبو قصب وأنطوان خوري.

من أهمّ مقرّرات الاجتماع:

– تغيّر اسم التجمّع من رحمت موتو إلى رحمت ليشونو (حبّ اللغة).
– العمل وفق أسس ومبادئ وهدف الحركة الكشفيّة
-اعتماد تاريخ 20 أيلول 1943 (كوف أيلول) تاريخ التأسيس الرسميّ لكشّاف السريان (الفوج السادس)
– إطلاق وإدراج كلمة ملفونو فيما بينهم، وخصوصاً عند مناداة القادة.
– تكليف الملفونو أبروهوم نور، في تأليف نشيد خاصّ لكشّاف السريان باسم تحيطا لولو ونشيد آخر خاصّ برئيس الهيئة الإداريّة السيّد حزقيال طوروس.
– اتّخاذ الإجراءات الرسميّة للحصول على ترخيص من مفوّضيّة حلب لمزاولة النشاط الكشفيّ على نحو رسمي.

وفعلاً تمّ تطبيق كافّة المقرّرات المنبثقة عن اللقاء، وتمّ الحصول على ترخيص رسميّ من مفوّضيّة حلب لكشّاف سوريّة لمزاولة النشاط الكشفيّ على عهد مفوّض حلب السيّد نشأت الورّاق، وتشكّلت بذلك أوّل فرقة كشفيّة في حيّ السريان بحلب تحت رقم 171 (الفوج السادس لاحقاً).

وكان لهؤلاء المؤسّسين والداعمين الفضل الكبير في تنظيم هذه الحركة وتنشيطها وإنعاشها بالمبادئ الكشفيّة الصحيحة والعمل بإخلاص في سبيل الوطن والحركة الكشفيّة في سوريّة.
وفي عام 1945 تمّ تصحيح مسار الفوج الكشفيّ بتشكيل الهيّئة الإداريّة الثانية للفوج برئاسة السيّد يعقوب نامق عميدأ للفوج وعضواً في مفوّضيّة حلب، وفي عام 1954 تشكّلت الهيئة الإداريّة الثالثة للفوج السادس برئاسة السيّد عبد النور بطرس توكّمه جي عميداً للفوج السادس وعضواً في مفوّضيّة حلب، واستمرّت لغاية عام 1975.

 

من أهمّ الأنشطة التي تمّت في تلك الفترة

– أول مسيرة للفوج الكشفيّ بمشاركة مفوّضيّة كشّاف حلب، وذلك بمناسبة الذكرى السنويّة لوفاة المجاهد إبراهيم هنانو في أواخر تشرين الثاني 1943.
– أول مخيّم للفوج الكشفيّ في منطقة الوضيحي في حلب بتاريخ 24 نيسان 1944.
– المشاركة في أوّل عرض كشفيّ للفوج خارج حلب في دمشق، بمناسبة شفاء الرئيس شكري القوتلي شهر تمّوز 1944.
– الاحتفال في الذكرى الأولى للتأسيس (كوف أيلول) بتاريخ 20 أيلول 1944، وتضمن أنشطة رياضيّة في ملعب حيّ السريان لكرة القدم، بالإضافة إلى سباق رياضيّ وعرض كشفيّ لأعضاء الفوج بمشاركة الفرقة الموسيقيّة التابعة لمفوّضيّة حلب.
– رحلة إلى عين العرب بمناسبة حملة الإحصاء بالمشاركة مع فوج النجدة (الفوج الثاني) شهر نيسان لعام 1946.
– تأليف النشيد الكشفيّ الخاصّ للفوج (كنشتو ديل) تأليف الملفونو أبروهوم نورو وتلحين الملفونو نوري إسكندر عام 1946.
– إحياء ذكرى وفاة الأديب نعوم فائق، بحضور رئيس المجلس المليّ الدكتور إبراهيم حلّاق، وعزف المارش الحزين لمناسبة الذكرى، وكان ذلك في تاريخ 5 شباط 1947.
– تأسيس فرقة الجراميز (الأشبال) بقيادة إلياس خضر عام 1947.
– أوّل عرض رسميّ بقيادة ملفونو فهمي طوبال (مدرّب الفرقة النحاسيّة) في الملعب البلديّ بحلب، بمناسبة مباراة بكرة القدم بين نادي سنحريب اللبنانيّ وفريق نادي الشهباء حيّ السريان وذلك عام 1948.
– تنفيذ رحلة إلى الجزيرة السوريّة لمدّة ستّة أيّام في شهر أيلول 1949.
– استقبال الكولونيل “ولسون” عضو اللجنة العالميّة في المنظّمة الكشفيّة العالميّة في مقرّ الفوج بحيّ السريان عام 1950.

المهرجان الكشفيّ عام 1956

المهرجان الكشفيّ الرياضيّ الّذي نظّمه وحقّقه الفوج السادس ونادي الشهباء الرياضيّ على أرض الملعب البلديّ بحلب بتاريخ 6 أيّار 1956، وقد اشتركت فيه أعداد كبيرة من الفرق الكشفيّة السريانيّة والأندية الرياضيّة من المدن والأقطار العربيّة المجاورة من القامشلي والدرباسيّة وحماة وحمّص ولبنان والأردنّ لتحقيق الأمانيّ المشتركة بين الأبناء والآباء، وكان من أكبر المهرجانات نجاحاً.

 

 عرض للمرشدات في الملعب البلدي ُناء المهرجان 1956

 

مخيم ومهرجان السريان ـ 1956

المعسكر العربيّ الكشفيّ في الزبداني

شارك الفوج الكشفيّ ببعض عناصره في المعسكر العربيّ الكشفيّ في الزبداني عام 1958، وفي تونس عام 1960، وفي المغرب عام 1962، وفي الإسكندرية عام 1964، وفي المعسكر العربيّ الكشفيّ في الأردنّ، وفي الزبداني عام 1970، وفي لبنان عام 1972، والمعسكر الكشفيّ الدوليّ في ماراتون اليونان.

 

الفرقة الموسيقيّة

عام 1945، تأسّست الفرقة الموسيقيّة النحاسيّة للفوج، أسوة بباقي الفرق الكشفيّة في حلب التي لديها فرقة موسيقيّة نحاسيّة، وكان من بين أعضاء الفرقة موسيقيّة، والّذين كانوا من قادة وأعضاء الكشّاف السادة: فهمي طوبال – إلياس خضر- حنّا طورو -جان ياندم – بطرس بيشار – أنطوان عبد المجيد التلي – عبد الكريم توتونجي – يوسف بريق – فهمي قاطرجي- بطرس قولتقجي – جورج طحّان.
وأوكل موضوع التدريب الموسيقيّ للفرقة إلى السيّد إحسان أورفلي الذي كان موسيقيّاً عازفاً متطوّعاً في فرقة الجيش ومدرّباً لفرقة كشّاف الفوج الثاني في حلب حين ذاك حيث قام بتدريب الفرقة الموسيقيّة للفوج بلا مقابل، ويجدر بنا أن نقدّر هذا الشخص، وهذه الخدمة والّتي قدّمها، وعلى يده تتلمذ العديد من الموسيقيّين، ومنهم ملفونو فهمي طوبال الّذي أصبح فيما بعد مدرّباً وقائداً للفرقة الموسيقيّة للفوج.
وهكذا قُدّر لهذه الفرقة الموسيقيّة أن تنال على التوالي منذ نشأتها حتّى اليوم الاعتناء الكافي من كافّة القيادات الكشفيّة والمجالس المليّة المتعاقبة في حيّ السريان، الذين كفلوا لها النموّ والازدهار في ظلّ الفوج السادس، وإلى اليوم ما زالت على مراحل حياتها الطويلة تفيض بالحيويّة والنشاط تحت إشراف كافّة مدرّبيها الملفونو فهمي طوبال والملفونو جورج يعقوب قمر (عميد الفوج لاحقاً)، وكافّة المتعاقبين على إدارتها وتدريبها حتّى اليوم.

 

الفرقة النحاسية ـ رحلة حمص ـ 1946

 

عرض في الملعب البلدي ـ 1948

الفوج الأوّل للمرشدات

وفي عام 1948، أضيفت صفحة جديدة إلى سجلّ أخبارنا الكنسيّة يوم برز إلى الوجود (اتّحاد الشابّات وأغلبهنّ من عاملات شركة التبغ (والتمباك ـ الريجيّ)، ليلعبن دوراً إيجابيّاً في دروب حياتنا الاجتماعيّة، إذ أنّه بعد عام واحد من تأسيسه اتّجه هذا الاتّحاد عام 1949 تجاه الحقل الكشفيّ مستجيباً بذلك لنداء الأسرة السريانيّة، ليكّوَن منه الفوج الأوّل للمرشدات وهو أول فوج كشفي للمرشدات مرتبطاً بالفوج السادس، ويعمل معه تحت مظلّة كشّاف سوريّة، وقد نالت هذه البادرة الحظوة والتقدير عند من اعتبر أسرة الكشّاف أسرة تنطوي على مبادئ تربويّة صالحة جديرة بأن تنتشل المرأة السريانيّة من الـتأخّر الاجتماعيّ.

وفي غضون سنوات قليلة تطوّر فوج المرشدات تطوّراً كبيراً في دروب الكشفيّة، وأخذ يعمل وفق نظامه الداخليّ الّذي تشرف عليه هيئة إداريّة مؤلّفة من قائدات ذوات خبرة كشفيّة عالية، وتسعى لخلق جيل جديد من الفتيات المشبعات بروح الجدّ والعمل شعارهنّ الاستعداد لكلّ خير والقيام بالواجب الوطنيّ والإنسانيّ بإخلاص ووفاء.

ولدى فرقة المرشّدات نخبة أصيلة من الوجوه البارزة تطلّ علينا من خلال الحركة الكشفيّة عبر السنين متمثّلة في دورها الكبير الحافل بالطابع التربويّ والأخلاق الوطنيّة على وجه الإجمال.

قيادة الفوج الاول للمرشدات ـ 1952

وأوّل ما يلفت النظر من هذه الوجوه القائدة السيّدة نجيبة مقدسي يشوع (1947 – 1950)، أوّل رائدة مخلصة في الأجواء الكشفيّة تستحقّ التقدير، تليها القائدة السيّدة مريم مختار، دعامة فرقة المرشدات والمسؤولة الأولى خلال الأعوام (1951 – 1966) الّتي ارتبطت بالحركة الكشفيّة ولا شيء سواها، فكانت الأمّ المخلصة قرابة ربع قرن من الزمن، ولا تزال تحيا في نفوسنا وحياتنا الشعوريّة بالأعمال والخدمات الّتي قدّمتها مثالاً للتضحية والإخلاص ورمزاً لحبّ الوطن والأسرة.

ومن دواعي الفخر والإعجاب أن نذكر أسماء فئة أخرى من كبريات المرشدات القياديّات اللواتي ساهمن في استمرار الحركة الكشفيّة وتنشيطها وإنعاشها بشتّى الوسائل الحميدة ومهّدن بالصدق والإخلاص الطريق المؤدّي إلى حياة اجتماعيّة أفضل ومررن، بأكبر اختبار اجتماعيّ أخلاقيّ لأوّل مرّة في حياة الفتى الكشّاف السريانيّ والفتاة المرشدة السريانيّة تحت سقف واحد، هو بيت الكشّاف طيلة السنوات الماضية من حياتنا المعاصرة.

 

الملفونيثو مريم مختار تتوسط قيادة الفوج الاول للمرشدات

كما أنّ فوج المرشدات جعل من نفسه أقوى أداة في توثيق روابط الأخوّة والتعارف بين الطرفين الكشّاف السريانيّ والمرشدة السريانيّة، وهذا هو أهمّ ما قدّمته إلى المجتمع السريانيّ كلّ من السيّدات المخلصات: نعيمة آروش وإنجيل بقّال وكاترين اسكندر وإيفيت خوري وإميلين وجولييت وكوليت تورو وجاكلين شكري شربتجي ومنيرة جالق، ومنيرة توكمه جي وثريّا طاشجي (عميدة الفوج الأوّل للمرشدات فيما بعد)، وغيرهنّ من الإداريّات الوفيات، ممّن كنّ مستعدّات دوماً لكلّ خدمة وتضحية تتطلّب منهنّ، وكم نعتزّ اليوم بأولئك الأمّهات المربّيات صقلت روح الكشفيّة ومبادئها نفوسهنّ وهذّبت أرواحهنّ، فانعكس ذلك فيما يزوّدن به الأبناء والأحفاد من القيم ومكارم الأخلاق.

القادة الأوائل

السيّد شكري جمال شربتجي

لا يسعنا إلّا أن نشير بهذه المناسبة إلى الخدمات الجليلة الإنسانيّة الّتي قدّمها لنا المرحوم شكري جمال شربتجي في الحقل الكشفيّ، منذ أن كان عريفاً رهطاً، ثمّ نائباً قائداً، ثمّ قائداً فعضواً بارزاً في الهيئة الإداريّة، فكان له فضل كبير على نموّ وانتشار الحركة الكشفيّة في البيئة السريانيّة من ناحية وتدريب الفتيان على التضحية والعمل في الحقل الكنسيّ، من ناحية أخرى كان له الفضل الأوّل لفكرة الكشفيّة في السريان وانطلاقها في تلك الحقبة الزمنيّة، حيث أعطى كلّ وقته، وجهده لذلك حتّى وفاته المفاجئ عام 1952.

الأستاذ يعقوب نامق

الحقيقة أنّ الحركة الكشفيّة عندنا اتّخذت شكلاً جديداً، وتطوّرت تطوّراً ملموساً في مداها التنظيميّ والتدريبيّ، عقب انضمام مربّي الجيل الأستاذ يعقوب نامق إلى الحقل الكشفيّ في سوريّة تضامناً مع رفاقه في العمل من أمثال نشأت وراق ويحيى رائف وهما مفوّضاً منطقة حلب لكشّاف سوريّة وشكري شربتجي وعبد النور توكمه جي وأنطوان خوري والياس خضر وفهمي طوبال وجورج سيفري وصليبا كلاح وبيير يوسف خوري وغيرهم من قادة الفوج السادس،
فقد كان عميداً للفوج السادس (1945– 1953) وأميناً للسرّ في اللجنة المركزيّة لمفوّضيّة منطقة حلب لكشّاف سوريّة (1947– 1953) وقد أبدى اهتماماً خاصّاً في إنعاش الحركة الكشفيّة، وبذل جهداً متواصلاً لتهذيب أسرة الكشّاف تهذيباً نفسيّاً وخلقيّاً يلائم الروح الكشفيّة.
منذ استلامه قيادة الفوج السادس وضع نصب عينيه المبادئ الكشفيّة، واعتبرها وسيلة تربويّة فعّالة تساعد الكشّاف على أن يكون إنساناً طاهر الفكر والقول والعمل، مطيعاً مخلصاً للّه والوطن، وما أبداه من العناية والصدق والإخلاص في إعلاء شأن الكشفيّة، انعكس وتجلّى بوضوح على صفحات نشرة كشفيّة غير دوريّة هي (صوت الكشّاف)، تولّى هو تحريرها وإصدارها من عام 1950 حتّى عام 1953.

 

الملفونو يعقوب نامق والكولونيل ولسون ـ 1960

القائد عبد النور توكمه جي

ولدى مغادرة عميد الفوج السادس يعقوب نامق الحقل الكشفيّ لأسباب دراسيّة عام 1953، خلفه القائد عبد النور توكمه جي عميداً للفوج السادس، فقضى في الخدمة الكشفيّة جزءاً كبيراً من عمره، قرابة ثلث قرن من الزمن، كما أنّه شغّل عضويّة اللجنة المركزيّة (مفوّضيّة حلب لكشّاف سوريّة) فترات متقطّعة، وإليه يعود الفضل في استمرار الفوج السادس وتنشيطه وإنعاشه خلال الأعوام (1954 – 1975)، وكانت حصيلة أتعابه المكثّفة من أجل الكشفيّة صفحة ناصعة مشرّفة ملئ بالوفاء والإخلاص للواجب.

السيّد أنطوان خوري

لقد أسّس بعض القادة الأوائل فرقاً كشفيّة في مدن أخرى نخصّ بالذكر منهم السيّد أنطوان خوري الذي أسّس فرقة الكشّاف السريانيّ اللبنانيّ في بيروت، وقد اشترك معه فيما بعد السيّد يعقوب حجّار مساهماً في ازدهار وتقدّم تلك الفرقة.

الخوريّ بولص ميخائيل كولي

الّذي حمل معه إلى القامشلي مواهبه الفنّيّة وتجاربه في الحقل الكشفيّ، فكانت من حصيلة أتعابه وأعماله المتواصلة قرابة عشرين عاماً ازدهار الحركة الكشفيّة في الجزيرة من جهة وإعداد جوقة الكورال الكنسيّ التابعة لكنيسة مار يعقوب من جهة أخرى.

ملفونو فهمي طوبال

يعتبر مؤسّس الفرقة الموسيقيّة النحاسيّة للفوج السادس؛ وبذلك حقّق حلمه الكبير، وقد عمل بكلّ محبّة وغيرة لا مثيل لها على كنيسته ولغته السريانيّة، التي أتقنها على يد الخوري برصوم كاهن كنيسة مار أفرام السرياني في حلب، وللملفونو فهمي الفضل الأوّل لكلّ نجاحات الفرقة الموسيقيّة واستمرارها.

الهيئات الإداريّة

إنّ الّذي يهتمّ بالحركة الكشفيّة، يتبيّن له أنّ للكشّاف قانوناً وعهداً وشارة وشعاراً تتلخّص بالطاعة والإخلاص والتضحية والقيام بالواجب وغيرها من الفضائل الأخلاقيّة الّتي ترعاها أسرة الكشّاف، وتعتبرها عنواناً للحركة الكشفيّة. وتتشكّل الهيئات الإداريّة (قيادة الفوج) من قادة مخلصين لهدف ومبادئ الحركة الكشفيّة. نذكر منهم كل من السادة مع حفظ الألقاب: أبروهوم نور – نوري إسكندر -جورج ألتلي – يعقوب سالم – جان توكمه جي -عبد الغني ياندم -جورج جبليّ – حنّا بطرس دكرمنجي – شكريّ جميل شربتجي – رزوق نامق -عزيز جرجي جولجي – أدور سليم تورو – سركيس أجناس- نوري قانونجي – جورج فتح اللّه سيوري – بيير يوسف خوري – يعقوب سركيس تيلبا – يعقوب شمعون بريق وغيرهم من الاداريّين، ممّن عملوا معاً طويلاً في تلك المرحلة الزمنيّة، حيث وجب أن نحفظ لهم كلّ المودّة والاحترام والوفاء.

 

خاتمة

ليس بوسعنا أن ندوّن وبالتفصيل عن الحركة الكشفيّة في حيّ السريان، وسجّل أعمالها ونشاطها، لكنّنا حاولنا الإضاءة على المرحلة الأولى، ألا وهي المرحلة التـأسيسيّة بكلّ تحدّياتها. نشكر ونقدّر كلّ من طاف يومذاك دون كلل أو ملل بوحي من ضميره يدقّ الأبواب المقفلة من أجل أمنية تحوّلت إلى حقيقة فيما بعد.

ما زلنا مستمرين في هذا المسار التربويّ نرتوي من مبادئ الحركة الكشفيّة، ونجسّدها واقعاً ملموساً بكلّ أقوالنا وأعمالنا، لقد طوينا ثمانين عاماً، ونحن نردّد أنّ المحبّة هي عطاء، وليست شعاراً أجوفاً، نعم هي عطاء بلا حدود نعطي كلّ ما لدينا من وقت جهد وعمل لنبشّر للأجيال القادمة في غد مشرق سعيد.

 

المزيد عن الملفونو إبراهيم لحدو

الدراسات والمشاركات العربيّة الخارجيّة
الدراسة العربيّة الأولى لمسؤولي المخيّمات وقادة مراكز التدريب الكشفيّة – الكويت 2008.
الدراسة الكشفيّة العربيّة لتأهيل قادة التدريب – سلطنة عمّان مسقط 2012.
الدراسة الكشفيّة العربيّة الرسميّة لتأهيل أخصّائيّ التدريب الإمارات العربيّة المتّحدة – دبيّ 2014.
رئيس الوفد الوطنيّ المشارك في المخيّم الكشفيّ العربيّ الثاني والثلاثين في الجزائر 2019.
رئيس الوفد الوطنيّ المشارك في المخيّم الكشفيّ العربيّ الثالث والثلاثين في دبيّ عام 2023.

المهامّ والمسؤوليّات الكشفيّة الحاليّة
عميد كشّاف الفوج السادس بحلب منذ عام 2000.
عضو اللجنة التنفيذيّة العليا لكشّاف سوريّة من عام 2010.
مفوّض حلب لكشّاف سوريّة من عام 2013.
مسؤول التدريب وتنمية القيادات في اللجنة التنفيذيّة العليا من عام 2016.
ممثّل كشّاف سوريّة في مفوّضيّة التدريب وتنمية القيادات في المنظّمة الكشفيّة العربيّة من عام 2020.
ممثّل كشّاف سوريّة في مفوّضيّة البرامج في المنظّمة الكشفيّة العربيّة من عام 2020.
المنسّق الوطنيّ لبيانات الأعضاء لكشّاف سوريّة في المنصّة الكشفيّة العالميّة من عام 2021.
ممثّل كشّاف سوريّة في مفوّضيّة الحماية من الأذى في المنظّمة الكشفيّة العربيّة من عام 2021.
ممثّل كشّاف سوريّة في مفوّضيّة تنمية العضويّة في المنظّمة الكشفيّة العربيّة من عام 2022.

 

المراجع

• أرشيف الفوج السادس.
• أرشيف الفوج الأوّل للمرشدات.
• أرشيف مفوّضيّة حلب.
• المراسلات الرسميّة للفوج السادس والفوج الأوّل للمرشدات.
• كتيّب كوف أيلول لمؤلّفه ملفونو فهمي طوبال.
• اللقاءات الخاصّة مع بعض القادة المؤسسين.
• الدوريّات الصادرة في تلك الحقبة الزمنيّة.
• منصّات التواصل الاجتماعيّ.

 

صور وذكريات

 

مخيم الوضيحي ـ 1944

القادة الأوائل واجتماع لتشكيل هيئة إدارية جديدة ـ 1947

 

مخيم جبل الاربعين ـ 1948

مخيم كلية الاميركان لاستقبال الكولوميل ولسون ـ 1950

 

عرض كشفي بقيادة الملفونو شكري شربتجي في ساحة سعد الجابري

 

رحمت موتو ـ 1943

 

error: